وسام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى مقفل لعيون RedX
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القطيف في الماضي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دمعة حنان
وسام المتميز في المنتدى (نائب المدير)
وسام المتميز في المنتدى (نائب المدير)
دمعة حنان


ذكر عدد الرسائل : 31
العمر : 37
العمل : دكتور عظام
sms :


My SMS
اذهب الى بياناتي ثم انزل الى آخر الصفحة وسترا sms ثم امسح هذا الكلام وكتب الشيء الذي تريده لاكن لا تمسح الرموز امسح الكلام العربي فقط


تاريخ التسجيل : 04/02/2008

القطيف في الماضي Empty
مُساهمةموضوع: القطيف في الماضي   القطيف في الماضي I_icon_minitimeالأحد مارس 02, 2008 11:35 am


هذه «الوقعات» وغيرها قد أثبتت حقيقة هي انكفاء كل قرية وبلدة على نفسها وانعزالها أيام الحرب، فقد أيدت هذه الحقيقة بدورها حقيقة أساسية إنتهى إليها التحليل السابق، ألا وهي انكفاء كل بلدة و قرية على ذاتها وانعزالها عن غيرها أيام السلم.

إذا فإن تحسر «المقدمة» على عدم قيام «السكان الحضر، أفرادا وزعامات، بسد النقص وصناعة القوة العسكرية الخاصة» هو ضرب من المثالية، على الرغم من الدوافع المخلصة التي تقف وراءه. ففي ظل نمط الإنتاج الزراعي السكوني، وعدم ولوج باب الاقتصادي الصناعي، لم يكن بالإمكان أن يتحقق حلم كهذا إلا كحالة استثنائية لا يجود التاريخ بمثلها إلا نادراً، واستناداً ـ فقط ـ على عمق ثقافي خاص ينحو هذا المنحى مترسباً في وجدان الأفراد على مدى تاريخي طويل، يعاضده نمو تجاري وحرفي مناسبين، كما حدث في التاريخ الإسلامي غير مرة، ولو قدر لهذا الحلم أن يتحقق فسوف تضطلع به قوة اجتماعية جديدة منبثقة من بين صفوف الفلاحين، الفئة الأكثر اتساعا، وسوف يكون من جملة مهماتها إزالة الحواجز القائمة بين البلدات والقرى وتحقيق دمج اقتصادي واجتماعي بينها، مما سيضطرها للاصطدام بالبنية الاقتصادية / الايديولوجية القائمة والأتراك.
غير إن لتلك «الوقعات» وجه آخر هو أنها قد أثبتت بجلاء أن سكان البلدات والقرى والضواحي لم يكونوا «متقاعسين» في الدفاع عن أنفسهم، ولم يؤد «شيء من الترف» الذي «أصاب قسما منهم» إلى أن يكونوا غير قادرين على توفير الحماية لأنفسهم، كما ذهبت «المقدمة».


وقعة الطف بالقديح

في «وقعة الطف» هاجم فخذ إحدى القبائل البدوية القديح من جهة الغرب، وهي أرض مرتفعة آنذاك عن مستوى البلدة، فتحصن الأهالي المسلحون وراء أشجار نخيل «الطف» المحاذية لذلك المرتفع من الأرض، ودارت بينهم المعركة طويلا (حوالي 3 أيام) دون أن يكل القديحيون أو ينتصر المهاجمون، رغم تميز موقعهم المرتفع.

وأثناء ذلك كان رجال من القبيلة نفسها مجتمعين في حاضرة القطيف بأحد زعماء القطيف في العهد التركي، من غير العلماء، حيث طلب منهم الأخير بيع أملاكهم (بساتين النخيل) في القطيف ومغادرتها، وكان مؤيدون له من أهالي القطيف والعوامية يطلقون الرصاص في الجو، حول مكان الاجتماع، ثم خرجوا غير متفقين فتوجه البداة فوراً إلى القديح عبر الطريق المؤدي إليها من القطيف، فلما وصلوها ظنهم القديحيون من أهالي القلعة لعدم توقع مجيء مهاجمين لهم من هذا الطريق، وكذلك لتماثل ثيابهم وثياب القلعاويين، فتنادى القديحيون إلى التوقف عن إطلاق النار، وبسرعة انقض عليهم البداة بالرصاص من الخلف. هكذا فعلت الخديعة والمفاجأة فعلهما .


وقعة الجبل بالعوامية

أما «وقعة الجبل» سنة 1330 هـ ، فقد استدرجت إحدى القبائل البدوية أهالي العوامية إلى خارج البلدة وخارج بساتينها، في مكان يدعى «جبل القوم» يوجد فيه مرتفع صخري، مستغلة في ذلك حماستهم واندفاعهم لرد العدوان عن بلدتهم، وكان البداة متمترسين وراء الصخور، فأصبح بعض المحاربين من أهالي العوامية مكشوفا للرماة وهو الذي تعرض للإصابات أكثر من سواه. أما البعض الآخر فقد تمترس وراء الصخور في جهة أخرى، كما فعل البداة، وشكل جبهة أخرى ضدهم فاحدث بين صفوف البداة خسائر. وآخرون من أهالي العوامية ظلوا يقاتلون محتمين بالنخيل.
وقد اختلفت الروايات في تحديد عدد القتلى، فإحداها تقول إن العوامية فقدت 21 قتيلاً، وروايات أخرى ترفع العدد حتى يبلغ عند أحدهم 70 قتيلاً، ومثلهم من البداة. وقد أحصى أحد المهتمين المعاصرين 22 اسما من قتلى العوامية. إلا أن عددا كهذا لا يعتبر ضئيلا بمقياس المعارك ومقياس عدد سكان الحواضر والبوادي المتواضع في الجزيرة العربية في ذلك الزمان.


القطيف أهل شجاعة وحمية

هذان مثالان حيان على الشجاعة والحمية في دفاع السكان عن بلداتهم، وخلاف ما ذهبت إلية «المقدمة» فهم لم يتثاقلوا إلى الأرض بسبب انشغالهم «بتحسين سبل العيش» رغم مشروعية ذلك وكونه مطلوبا من أجل تقدم الحياة واطرادها.


ولنضرب مثلاً على ذلك من كل من «وقعة الجبل» و «وقعة الشربة»:
لقد قتل في الأولى حسين بن علي بن عبدالله الفرج، زعيم - أو أحد زعماء - العوامية واغنى اغنيائها في ذلك الوقت برصاصة في الرأس، فلم تثنه ثروته عن الخروج إلى المعركة، ومثله فعل آخرون من فئته، جنباً إلى جنب مع الفلاحين، فالمعركة معركة دفاع عن البلدة وعن أنفسهم ككل، وليس دفاعا عن فئة أو مصالح فئة من السكان.

أما في « وقعة الشربة » فقد قتل جعفر بن حسنعلي الخنيزي، وجرح أخوه احمد بن حسنعلي الخنيزي، في يده حيث شلت جزئياً، وذلك في معركة لفك الحصار عن القلعة، وهذان ابنان لواحد من أغنياء القلعة وزعمائها، فلم تحل الثروة دون اشتراكهما وأبيهما وأخيهما الشيخ في تلك المعركة، وسنأتي على ذكرها في موضعها المناسب من هذا المقال.


أما ظاهرة التباغض والتحاسد والصراع بين قبضة من الزعماء أو بين عشيرتين أو فخذين من عشيرة واحدة، أو كما عبّرت عنها «المقدمة»: «كانت مشكلة سكان القطيف تكمن في وأد قياداتهم في المهد.. لم تكن المشكلة في إنجاب الاكفاء ولكن التعامل معهم خصوصاً في حاضرة القطيف كان الأسوأ، فإذا ما تصدى أحدهم للمقعد الشاغر، ارتفعت الأصوات للنيل منه ولا يرتاح لهم بال إلا بتسقيطه». فقد كانت ظاهرة مألوفة، ليس فقط في حاضرة القطيف وإنما في القطيف كافة، وبصورة خاصة في البلدات الكبيرة، التي اصبحت الآن مدناً، حيث يتواجد فيها وضع عشائري قوي.


فقد كانت العشائر والأسر الأساسية في البلدة ومنذ عشرات السنين وحتى ذلك الوقت، منقسمة إلى فريقين ندين متخاصمين متصارعين، تشكل إحدى عشائر كل فريق الطرف الأقوى فيه، وقد تضعف هذه العشيرة بعد عدة عقود من الزمان فتتراجع عن مركز الصدارة لتستقوي عشيرة أخرى وتملأ هذا المركز. وكان يدور صراع الفريقين على إمارة البلدة أو مركز «عمدة البلدة» الذي كان يتمتع ببعض السلطات في إدارة البلدة، ووجاهة اجتماعية، ويتشعب الصراع بين الفريقين ليطال اموراً تمس ممتلكات ومصالح الفريقين واشخاصهم، وتشتد حدته، في أحيان نادرة، فيسقط قتيل من هذا الفريق وآخر من الفريق المقابل.


كانت الشكاوى والشكاوى المضادة من كلا الفريقين، إلى ما قبل ربع قرن، شغلا يومياً لدى الدوائر الحكومية. لقد شاهدنا بقايا تلك الصراعات التي استمرت حتى نهاية الستينات الميلادية، رغم تجريد مركز «العمدة » من سلطاته السابقة، ولم تختف إلا في السبعينات حين ابتلعتها الموجة البترولية، بعد أن شغلت أفراد طرفيها عن بعضهم بالمصالح الجديدة.


على أن هذه الظاهرة لم تكن بحال من الأحوال، وقفا على منطقة القطيف وحدها، فجميع المجتمعات الزراعية المغلقة ذات الحياة الإقتصادية/ الاجتماعية الرتيبة في انحاء المملكة والخليج، قد عاشت هذه الظاهرة، بهذه الدرجة أو تلك، خلال الفترة العثمانية الأخيرة وما قبلها.


كذلك فان المقارنة بين ما كان سائداً من خصومة وصراع بين الزعماء في الحاضرة والبلدات، وما كان سائداً من وحدة القيادة والالتفاف حولها لدى القبائل والعشائر البدوية في الجزيرة والخليج، مقارنة تفتقر إلى الموضوعية. تقول «المقدمة»: «وحتى لو وجدت القيادة التي تتصدى، فإنها لا تلق الاتفاق الصحيح، اذا ما كان المطلوب من الناس امراً يخالف التوجه العام».

إن الظروف الأمنية والمعاشية القاسية المحيطة بالقبيلة في الصحراء بوصفها معرضة للغزو من قبل القبائل الأخرى بين وقت وآخر، فيقتل أفراد منها وتسلب اغنامها وجمالها وممتلكاتها، فتقع في المجاعة بعد أن كانت حالها تسمح بسد الرمق، وبوصفها أيضاً مضطرة لان تغزو غيرها من القبائل بدافع الثأر أو النهب وكذلك قطع الطرق البرية أو البحرية أو مهاجمة القرى بقصد النهب والسلب، كلما عضها العوز بنابه أو حركها الطمع... كل ذلك قد جعل منها، وبدافع غريزة حب البقاء، وحدة اقتصادية/ عسكرية متماسكة، متنقلة على رمال صحراء قاحلة شحيحة الموارد، ولو قدر لأي قبيلة صغيرة أو فخذ من قبيلة كبيرة أن لا يكون على هذه الدرجة من التماسك لكن مصيرهما الفناء.


أما البلدات والقرى، باعتبارها جزءاً من الحياة الحضرية فقد تحول أفراد عشائرها إلى قوة فلاحية منتجة مرتبطة بالارض، أو ملاك، واعتمدت طوال قرون، على حماية قوة عسكرية أخرى ليست قوتها، هي قوة السلطة الحاكمة، فتراخت عصبيتها العشائرية وضعفت بالتالي قوتها الحربية.
study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القطيف في الماضي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وسام :: وسام من ماضي القطيف-
انتقل الى: